مصانع الأمين للجيلاتين
قصة صناعة الجيلاتين ... من صناعة يديوية إلى صناعة متطورة
تمتد صناعة الجيلاتين إلى ما قبل العصر الحديث وذلك في عهد أجدادنا العُظماء قدماء المصريون الذين اكتشفوا أهمية استخدام المواد الهلامية التي تنتج عند طهي الحيوانات وهو ما نعفرفه الآن باسم الجيلاتين. أما لاحقاً فقد اشتقت كلمة جيلاتين من الكلمة اللاتينية “gelatus” التي تعني “التجمد”.
استطاع قدما المصريون استخراج الجيلاتين عن طريق غلي جلود وعظام الحيوانات ومن ثم استخدامه في حياتهم اليومية. استطاعوا أيضاً استخدام الجيلاتين المستخرج لصناعة الصمغ للصق الملابس والأثاث. قام أيضاً المصريون القدماء بطهي عظام الحيوانات والتي نتج عنها مرق دسم لزج استخدموه في الغذاء، وهو ما يُعتبر أول إنتاج لمادة الجيلاتين في العالم.
وقد تم العثور على آثار من مادة الجيلاتين في قبور الفراعنة على هيئة صمغ، وقد كانت هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها إنتاج الجيلاتين بطريقة يدوية.
وامتد التاريخ حتى ثلاثينيات القرن الماضي عندما بدأ السيد أمين عبد الحميد بافتتاح مصنعاً صغيراً في منطقة مصر القديمة لإنتاج الجيلاتين اليدوي .. مصنعاً أصبح اليوم أحد أهم المصانع المُنتجة لمادة الجيلاتين في المنطقة. افتتح أمين عبد الحميد مصنعه البدائي لإنتاج مادة الجيلاتين في منطقة المدابغ في مصرالقديمة، وقام بتجميع جلود الماشية المذبوحة في المسالخ المجاورة، مثل الأبقار والجاموس، لإنتاج الجيلاتين يدويًا. اقتصر عمل السيد أمين على بيع الغراء لتجار الأثاث وورش النجارة في المناطق المجاورة لمصنعه الصغير. اشتهر الجيلاتين الذي ينتجه السيد أمين بجودته رغم العملية الشاقة التي تطلبها الإنتاج، واستمر في توريد الغراء والصمغ إلى ورش النجارين ومحلات الأثاث. استمر السيد أمين في عمله حتى تطورت الصناعة وأصبحت مصانع الأمين للجيلاتين معروفه محلياً وإقليمياً وعالمياً. ونستعرض فيما يلي تطور صناعة الجيلاتين في مصر على مر الأعوام.
1930 بدأ أمين عبد الحمىد مصنعه الصغير لإنتاج الجيلاتين يدويًا في منطقة المدابغ في القاهرة القديمة
1986 درس أحمد الأمين الابن الهندسة والتحق بالعلم في مصنع الجيلاتين الذي يمتلكه والده
2003 تأسيس مصنع الأمين للجيلاتين في مدينة السادس من أكتوبر في مصر
2006 أول خط إنتاج للجيلاتين في مصانع الأمين
2011 بدء خط إنتاج آخر لتلبية الطلب المتزايد على منتجات الجيلاتين. كما بدأ إنتاج الجيلاتين الطبي في مصانع الأمين
2015 تأسيس وافتتاح مصنعاً إضافياً في المنطقة الصناعية في مدينة السادس من أكتوبر. كما تم البدء في خطوط إنتاج إضافية لتلبية الطلب المتزايد على الجيلاتين
أما على الصعيد العالمي، فقد تم إنتاج الجيلاتين الطبي في عام 1834 عندما حصل الكيميائي الفرنسي فرانسوا ماذرز على براءة اختراع كبسولات الجيلاتين الطبية لحجب المذاق المر للأدوية. وفي عام 1818 تم إنتاج الجيلاتين الصناعي لصناعة الصمع والغراء لأول مرة في فرنسا. أما بالنسبة للمنتجات الغذائية القائمة على الجيلاتين ، فقد تم في عام 1845 منح براءة اختراع لمسحوق الجيلاتين الذي يمكن استخدامه في المطبخ لصنع الحلويات التي تحتوي على مادة الجيلاتين.
نظرًا للعملية الشاقة والمطولة التي كان يتم من خلالها إنتاج الجيلاتين في السابق، فقد كان امتلاكه يُعتبر دليل على الثراء، فلم يكن بمقدور ذوي الدخل المنخفض تحمل تكلفته. كان إنتاج الجيلاتي يستغرف ساعات عمل طويلة ومجهود شاق من أجل تحويله إلى مُنتج صالح للاستخدام في الأغذية. لذلك فقد كان عمل الجيلاتين في المنزل يتم من قِبل أمهر الطباخين وكان امتلاكه واستخدامه يدل على ثراء أصحاب المنزل.
وعندما أصبح الجيلاتين متاحًا في المحلات التجارية، استمر امتلاكه رمزاً لرقي المنزل.
يوضح الجدول الزمني التالي تطور صناعة الجيلاتين منذ العصور المصرية القديمة.
1682 قام العالم الفرنسي دينيس بابين (1647-1712) باكتشاف طريقة إنتاج الجيلاتين والتي تتضمن طهي عظام الحيوانات من أجل إزالة المادة اللزجة. لم يكن للمُنتج طعم ولا رائحة ولا لون عند إضافته إلى الماء. ويُعتبر هذا هو أول إنتاج للبروتين من عظام الحيوانات.
1682 اكتشف الباحث الإنجليزي، جون إيفلين، المادة الهلامية التي تنتج عنذ غليان عظام اللحوم البقري في القدر الذي يعمل بالضغط
1754 تم منح أول براءة اختراع لصناعة الجيلاتين لباحث إنجليزي.
1800-1815 اكتشف الفرنسيون القيمة الغذائية للجيلاتين واستخدموه كمصدر غذائي للبروتين وقدموه للجنود الفرنسيين أثناء الحرب
1818 تم إنتاج الجيلاتين الصناعي الذي يُستخدم لصناعة الصمغ والعراء لأول مرة في مدينة ليون في فرنسا.
1845 أنتجت الشركة الاسكتلندية (J&G) لأول مرة الجيلاتين المجفف وقامت بتصدير المُنتج إلى الولايات المتحدة
1845 تم منح براءة اختراع لرجل الصناعة والمخترع بيتر كوبر (1791-1883) لمسحوق الجيلاتين الذي قام بتسميته الجيلاتين المحمول. تميز المُنتج الجديد بقابليته للذوبان في الماء. ومع ذلك ، لم يتم الاستفادة من اختراع كوبر لفترة طويلة من الزمن.
1860 بدأ استخدام الجيلاتين في صناعات أخرى مثل التصوير الفوتوغرافي.
1874 بدأت الشركة الإنجليزية (هارتليز) في صناعة وإنتاج الجيلاتين
1889 تم منح براءة اختراع لشركة (بوليموث روك جيلاتين) في بوسطن بالولايات المتحدة لإنتاج الجيلاتين الفوسفاتي.
1894 قامت شركة تشارلز نوكس بصناعة أول جيلاتين على شكل حبوب. فقد شاهد السيد نوكس زوجته تعمل لساعات طويلة في صناعة الجيلاتين في مطبخهما، مما جعله يدرس كيفية إيجاد طريقة سهلة لإنتاج الجيلاتين. نجح نوكس في إنتاج جيلاتين يفوق المنتجات الأخرى التي تباع في الأسواق. بدأت بعد ذلك شركة نوكس بتعبئة أوراق الجيلاتين المجففة وعمل الدعاية لكيفية استخدامها من خلال وصفات الطعام المناسبة. كما قامت الشركة لاحقاً بطبع كتاب طهي يتضمن العديد من الوصفات التي تدخل في مكوناتها مادة الجيلاتين.
1895 بدأت شركة بيرل وايت، وهي الشركة المًصنعة لأدوية السُعال في نيويورك، نشاطها في مجال الصناعات الغذائية، وتضمنت إضافة الجيلاتين إلى عصائر الفواكه مثل الفراولة والتوت والبرتقال والليمون. وتم إطلاق اسم (جيللو) على الحلوى التي تتضمن الجيلاتين
1899 قام فرانسيس وودوارد بشراء الاسم التجاري (جيللو) من بيرل وايت وبفضل تقنيات التبريد الحديثة تمكن من تسويق الحلوى وحقق ثروة واسعة.
1900 استمرت التجارب على الجيلاتين الغذائي لسنوات عديدة حتى أصبحت أنواع الحلوى مثل الجيلي ذات مذاق رائع ورائحة زكية
1902 قامت شركة وود ورد بإطلاق حملة إعلانية كبيرة بعنوان (الحلوى المفضلة في أمريكا) للترويج لحلوى الجيللو الجديدة وحققت ثروة واسعة من جراء ذلك.
1923 بعد نجاح شركة وود ورد تغير اسمها إلى المؤسسة العامة للأغذية
1927 تم اختراع حلوى الجيللو بالشوكولاتة لأول مرة ولكنه لم يلق قبولاً في الأسواق
1930 تم اختراع حلوى الجيللو بنكهة الليمون الحامض
1934 تم تطوير حملة إعلانية ضخمة في الراديو، بحيث أصبح الجيللو منتجاً شهيراً في العالم أجمع وليس في أمريكا فقط.
1936 أعيد إنتاج الجيللو بنكهة الشوكولاتة وأصبح مُنتجاَ شهيراً في الأسواق. كما تم إنتاج الجيللو بنكهات أخرى مثل الفانيليا وجوز الهند والفستق.
1940 تم استخدام الجيلاتين على نطاق واسع في المجال الطبي بحيث أصبح هو المُنتج البديل للبلازما
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قبل إنتاج الجيلاتين المعبأ في عبوات، كان من الصعب عمل الوصفات الغذائية التي تحتوى على الجيلاتين، حيث كانت عملية استخراج مادة الجيلاتين طويلة ومُعقدة وتتطلب طهي عظام وجلود الحيوانات. لذلك شهدت فترة الخمسينات من القرن الماضي طفرة في صناعة الحلوى الشهية بسبب الجيلاتين المعبأ في عبوات.
لذلك يعود الفضل إلى التقنيات الحديثة التي ساعدت في توصيل الجيلاتين الأسواق وجعلت من مادة الجيلاتين مُنتجاً رئيسياُ في جميع الصناعات.
من المهم أيضًا ملاحظة أن الجيلاتين أصبح منتجًا شائع الاستعمال نظراً لفوائده الغذائية العديدة، حيث تم الإشادة به عالميًا كواحد من أكثر المنتجات الغذائية المغذية ، وتم استخدامه على نطاق واسع كمصدر للبروتين خاصة خلال الحروب في عهد نابليون في فرنسا. فقد قام أحد الأطباء بوضع نظام غذائي يتحوي على مادة الجيلاتين لتغذية مرضاه من الجنود وقت الحرب.
أما في الصناعات الأخرى فقد أدى استخدام الجيلاتين في صناعة التصوير الفوتوغرافي في ثمانينيات من القرن التاسع عشر إلى سهولة التصوير.
كما تم استخدام الجيلاتين الطبي على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
أما في الوقت الراهن فإن الجيلاتين يدخل في العديد من الصناعات مثل الصناعات الغذائية والطبية والتجميل والرعاية الصحية.
كما يكثر استخدام الجيلاتين الصناعي في صناعة الغراء والصمغ.
وتُعتبر مصانع الأمين للجيلاتين بتاريخها العريق في هذه الصناعة أحد أهم منتجي مادة الجيلاتين في العالم، حيث يشتهر الجيلاتين بالجودة العالية في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.