رئيس مجلس الإدارة

مقابلة مع المهندس أحمد أمين عبد الحميد مؤسس مصانع الأمين للجيلاتين

في الثلاثينات من هذا القرن، امتلك والدي مصنعاً لعمل الجيلاتين اليدوي في منطقة المدابغ في مصر القديمة. اعتمد على تجميع المادة الخام من جلود الحيوانات المذبوحة ثم القيام باستخدام هذه المادة الخام في تصنيع مادة الغراء أو الصمغ بطريقة يدوية ثم يبيعها لتجار صناعة المفروشات والأخشاب والنجارين في ذلك الوقت.

درست الهندسة الميكانيكية وتخرجت من الجامعة عام 1986 ثم عملت مع والدي في صناعة الجيلاتين. أحببت المجال واكتشفت أنه لم يحدث أي تطوير في صناعة الجيلاتين في مصر منذ بدأ والدي العمل فيه. أصبح العالم أكثر تطوراً في هذه الصناعة وهو الأمر الذي دعاني للتفكير في كيفية النهوض بصناعة الجيلاتين في مصر، خاصة أن المادة الخام المُستخدمة في صناعة الصمغ والغراء هي ذات المادة التي يتم بها تصنع الجيلاتين الغذائي والجيلاتين الطبي.

قمت بدراسة الموضوع وكيفية تحويل مصانع الجيلاتين اليدوي إلى مصانع ذات تقنيات عالية وقمت كذلك بزيارة مصانع إنتاج الجيلاتين في بلدان العالم.

تطلب الأمر ضرورة الاستثمار في توفير ماكينات متطورة وكذلك معامل لتحليل المُنتج في كافة مراحل الإنتاج ليتم إنتاج نوعية عالية الجودة من الجيلاتين مطابقة لمعايير الجودة العالمية.

في عام 2003 تمكنت من توفير التمويل اللازم لتحويل المصنع إلى مصنع ذو مواصفات عالمية به المعدات والماكينات اللازمة لعمل خط إنتاج تصنيع الجيلاتين بجودة عالمية ليدخل في صناعة المنتجات الغذائية والصحية.

تم بناء المصنع في مدينة السادس من أكتوبر وبدأت بالتعاون مع ألمانيا والهند في خطي إنتاج لتصنيع الجيلاتين الغذائي والجيلاتين الصناعي. وبدأ الإنتاج الفعلي للمصنع في عام 2006.

تتميز صناعة الجيلاتين في مصر بوجود الماشية (مثل البقر والجاموس) التي من خلالها يتم توفير المادة الخام للجيلاتين. لذلك فإننا لا تستخدم جلود الخنزير عكس ما تتبعه مصانع الجيلاتين في بلدان العالم. كذلك فإنه يتم ذبح الماشية على الطريقة الإسلامية مما يعني أن كافة منتجاتنا من الجيلاتين هي منتجات حلال.

نقوم بتوفير مادة الجيلاتين الحلال للاستهلاك المحلي. كما نقوم أيضاً بتصدير نفس المُنتج الحلال لدول العالم التي أصبحت تتهافت على المنتجات المُعتمدة (حلال) وذلك لتلبية الطلب المتزايد من الجاليات الإسلامية في أمريكا ودول أوروبا وكذلك دول الوطن العربي.

الجيلاتين عبارة عن مزيج من البروتين والأملاح والمعادن. ويتم استخراجه من جلود أو عظام الحيوانات، وهو ما يعرف بالجيلاتين الحيواني. في مصانعا نعتمد على استخراج الجيلاتين من جلود الحيوانات التي نستحضرها من المدابغ.

يتم معالجة الجلود بطرق كيميائية وتُعرف المادة البيضاء الملاصقة للجلد بمادة الكولاجين وهي التي يتم استخلاص الجيلاتين منها.

جدير بالذكر أن جلد الإنسان يحتوي على مادة الكولاجين، وتقل نسبة الكولاجين مع العُمر لذلك تبدأ عوامل الشيخوخة و تجعد الجلد عند الكبار في السن. وهنا يلجأ الإنسان لتعويض فقدان الكولاين عن طريق الكولاجين الطبي.

أما بالنسبة للماشية فإن مادة الكولاجين توجد في البقر والجاموس فقط، حيث وضعها الله في أجسامهم للتدفئة. ولاتوجد في جلود الماعز والغنم حيث أنهم يتمتعون بطبقة سميكة من الفروة فوق الجلد تقوم بتوفير التدفئة.

في إنتاجنا للجيلاتين فإننا نتعامل مع كل نوعية على حدة، حيث يختلف وزن جلد الجاموس عن جدل البقر وبالتالي يتم معالجة كل نوع بالطريقة المناسبة. كذلك تختلف طريقة معالجة الجلود حسب سن الحيوان ووزنه. لذلك فإنه لدينا في مصانعنا الأحواض اللازمة للتعامل مع كافة أنواع وأوزان الجلود، وبذلك نضمن الجودة العالية للمُنتج.

بالإضافة  إلى ذلك فإننا نتأكد في مصانعنا على استخدام الجلود في نفس اليوم الذي يتم فيه الدبغ لنمنع أي مجال لتلوث الجلود قبل استخدامها.

يتم بعد ذلك معالجة الجلود كيميائياً في معاملنا لمدة تتراوح بين عشرون إلى ثلاثون يوماً نتحكم من خلالها في درجة الحرارة ودرجة القلوية لنتأكد من الحصول على أفضل أنواع الجيلاتين من حيث اللزوجة والشفافية والرائحة والقوة والتماسك، وبذلك نضمن تصنيع وإنتاج مادة الجيلاتين على أعلى المواصفات العالمية.

تنقسم عملية تصنيع الجيلاتين إلى عدة مراحل، ولدينا في مصانعنا معامل تقوم بعمل التحاليل والقياسات اللازمة عند كل مرحلة وبذلك نتأكد من عدم وجود أي خلل في أي مرحلة من المراحل، وكذلك توفير عملية مراقبة الجودة بصفة دقيقة على كل مراحل الإنتاج. وبعد الانتهاء الكامل من عملية التصنيع تبقى المادة تحت المراقبة لمدة 48 ساعه وهي آخر مرحلة من مراحل مراقبة الجودة.

تعتمد الصناعات عموماً على العامل البشري من خلال عمالة ذات خبرة وكذلك تعتمد على العامل التقني من خلال الماكينات المتطورة. تعتمد صناعة الجيلاتين في الأساس على استخدام التكنولوجيا المتطورة بدون تدخل رئيسي للعمال على عكس صناعة الجيلاتين اليدوي الذي يعتمد على العمالة. وبذلك فإن العامل البشري في مصانع الأمين يعتمد في الأساس على مُهندسين وفنيين ذوو خبرة في تشغيل ومتابعة ومراقبة عمل الماكينات. يتم تدريب الفنيين على كيفية متابعة البيانات والقياسات اللازمة لكل ماكينة وكيفية التأكد من سلامة الدورة التشغيلية لكل مرحلة من مراحل الإنتاج.

لدينا في مصانع الأمين حوالي 130 موظفاً يعملون في تخصصات مختلفه مثل المهندسين والفنيين والكيميائيين والعمالة ذات الخبرة. هذا بالإضافة إلى الإداريين والسائقين وموظفي الأمن.

لدينا إشراف من وزارة الصحة ومن الهيئة البيطرية وكذلك حصلنا على شهادة ISO 20000 وشهادة ISO 18000. كما أننا معتمدون في إنتاج الجيلاتين الحلال ولدينا شهادة بذلك من مشيخة الأزهر. تقوم أيضاً وزارة الصحة والهيئة البيطرية بعمل متابعة دورية للتأكد من استمرارية جودة الإنتاج.

لدينا كذلك كافة أجهزة قياس جودة المُنتج ومعمل ميكروبيولوجي من أجل تحليل الجيلاتين خلال عملية التصنيع وبعد الإنتاج. وبذلك نجحنا في إنتاج الجيلاتين للاستعمال المحلي وكذلك للتصدير حيث يتمتع منتج الجيلاتين من مصنعنا بالجودة العالمية التي ينافس بها منتجات الدول الغربية بالإضافة إلى تصنيفه كمُنتج حلال 100% مما يزيد من الطلب عليه.

نقوم بتصدير إنتاجنا من الجيلاتين إلى أمريكا ودول أوروبا وكذلك إلى تركيا والسعودية والأردن والجزائر وسوريا وغيرها من بلدان المنطقة العربية.  في حالات التصدير يتم استخراج شهادات من وزارة الصحة والهيئة البيطرية بصلاحية المُنتج للاستخدام الآدمي.

الجيلاتين الغذائي يحتوى على البروتين والأملاح والمعادن وهي مكونات يحتاجها الجسم البشري.

أما الجيلاتين الطبي فإنه يتطلب نزع البروتين والأملاح والمعادن منه. لذلك قمنا بإضافة الماكينات اللازمة الخاصة بإنتاج الجيلاتين الطبي. في المجال الطبي يتم استخدام الجيلاتين لعمل الغلاف الذي يُحيط بالمادة الطبية الفعالة وبذلك يسهل ابتلاعها.

بعد نجاحنا في إنتاج الجيلاتين الطبي قامت شركات الأدوية المحلية بالتعاقد معنا حيث نقوم بتوفير مُنتج يطابق وينافس المُنتج المستورد من الخارج بأسعار تنافسية لاتقارن بالأسعار العالمية. هذا بالإضافة إلى أن منتجات الجيلاتين لدينا هي حلال 100% وهو ما يطلبه المستهلك.

نظراً لزيادة الطلب على إنتاجنا من مادة الجيلاتين قمنا في عام 2011 بإضافة خط إنتاج إضافي لتلبية الطلب المتزايد.

كذلك قمنا بإضافة الجيلاتين الطبي إلى مجموعة منتجاتنا حيث كنا في السابق ننتج الجيلاتين الغذائي والجيلاتين الصناعي فقط.

قمنا بعد ذلك في عام 2015 بعملية توسيع للمصنع حيث افتتحنا مصنعاً جديداً بجانب المصنع الحالي لإضافة خط إنتاج جديد من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية وتلبية الطلب المتزايد على إنتاجنا من الجيلاتين.

أهمية صناعة مثل صناعة الجيلاتين هي أنها تعتمد أسلوب الاقتصاد الدائري وهو نموذج يقوم بالحفاظ على الموارد وتقليل نسبة الهدر والنفايات بدرجة كبيرة.

كذلك نجحت مصانع الأمين في توفير مُنتج الجيلاتين بجودة عالمية وأسعار محلية ساعدت الشركات المحلية في ظل الظروف الراهنة وعدم توفر العملة الأجنبية، حيث أننا نبيع منتجاتنا بالعملة المحلية وبذات جودة المُنتج الذي كان يتم استيراده من أمريكا ودول أوروبا بالعملة الأجنبية.

كما أن وجود صناعة كبيرة وقوية مثل صناعة الجيلاتين في مصانع الأمين ساعد على توفير فرص عمل متميزة في العديد من المجالات.

نحن فخورون بما وصلت إليه مصانع الأمين لصناعة الجيلاتين بحيث أصبح إنتاجنا ينافس المنتجات الأمريكية والأوروبية ويتم تصديره إلى الخارج مما يساعد الاقتصاد القومي.

لمهندس أحمد أمين عبد الحميد مؤسس مصانع الأمين للجيلاتين
تشغيل الفيديو